هذِهِ كتَابَة لـ شقيقِ الحرفِ , عبدالرحمَن السّعدْ !
يقولُ فيهَا :
بُني
ما خاب الظن فيك
و
لا قصر المسعى إليك
بُني
أفتقدك
أقبل عبر الضوء.. اخترق شراييني
كي
تبعث أملاً يستوعب بدء النبض بقلب أبيك
قوت قلبي / زاد عمري
لِمَ لم تأتي؟
لِمَ غمدت خنجر اللوعة بصدري؟
لِمَ أنخت ركاب الفواجـع بقلبي؟
أما علمت أن كل يوم يستبد بي البعد
أما علمت بأن كل أيامك محفورة بتجاعيدي
بُني
ما ادخرت لنفسي شيئا.. أعطيتك كل ما عندي
أمالك / طموحاتك / أحلامك.. تسلقت جذعي
فتساقطت مني أوراق العمر
بُني
لا يهم
ما دمت أراك أمام عيني تكبر
كـ نبة سنبلة
معك
أسترجع الماضي من أخره إلى أوله
أذكرُ
حين خرجت للدنيا مرتجفاً
و صرخاتك الأولى تدوي بمسمعي
أذكرُ
أذنت باليمنى و أقمت باليسرى و للشهادة أستحضر
كان يوم مولدك بشرى أثلجت صدري
لكن
ما أعمق الحزن
حين يصبح الحلم … كالملامح متهدل
ما أصعب أن ترى ظلك يمتد……. و لم تبارح المكان
ما أصعب الزرع بأرض سبخة لا تثمر.. و الجلد ترهل
ما أصعب أن تتكئ على عكاز الزمن ترقب أبناً يسندك
ما أصعب الرضوخ لواقع مرير
بُني
الماضي لا يعـود
و الحاضر لا يطاق
و المستقبل لا يُقبل
بُني
انتظرت حتى الملل و ما أبشع الانتظار
عُقك
حصاد مازال يجذ ما تبقى مني
أخبرني
في أي سن اكتسبت الجمود
في أي سن تعلمت الجحـود
بُني
إياك أن تدع الأيام تسحق هامة أبيك
فكسر الشيوخ لا يجبر
إياك أن تدع الخيبة تجتاح قلب أبيك
ما غيرك,,, بي أخبر
ألم أظلك من قيـظ الحيـاة
ألم أدثرك من قسـوة الأيام
ألم أحميك من براثن نفسك
بُني
ربما أخطأت بتوجيهك
ربما قصرت بتعليمك
ربما أفرطـت بدلالك
لكن
هذا لا يعطيك الحق أن تتوارى خلف ستار العقوق
هذا لا يعطيك الحق أن تجعل القلب يتفطر عليك
بُني
اتق الله في أبيك
لا تغرك الدنيا
ما الجسد إلا طين و ماء
ما الروح إلا نفس وهواء
بُني
أعلم كما تدين تدان
لذا
إلى أين أنت ماضٍ
أقبل إلي
أحضني لأعطيك ما تبقى من عمري
و أنشد الرضا قبل شد الرحيل
بقلب أبيك
ما زال للصفح متسع
ما زال لحبك بقيـة
أتمنّى أن تروقَ لك
و إن كنتِ تأبينَ إلا حرفِي ,
فـ اذكرو لي أهِي رسَالة إلى إبنِ عاق ؟
ام رسَالة إلى ابن مسَافر
أم توصيَة إلى ابن ؟
أم هيَ مجردْ مقَـالة ؟