خرج برشلونة من مقابلة فالنسيا مساء أمس الأربعاء متعادلاً للمرة الثانية هذا الموسم من إحدى مبارياته التي أُقيمت خارج كامب نو، فبعد تعادله الصعب في سان سبستيان مع ريال سوسيداد ها هو يتعادل بشق الأنفس وبعد أن كان مُتأخراً مرتين على ملعب المستايا في لقاء مثير وممتع امتلأ بالفرص والهجمات من الطرفين مع أربعة أهداف جميلة.
اللقاء في المجمل حظى بالعديد من الإيجابيات التي جذبت انتباه المتابعين، وجعلتهم لا يفوتوا لحظة من لحظاته، لكن هذا لا يعني خلوه من السلبيات التي سنفندها في سياق هذا التحليل عن قمة مباريات الجولة الخامسة من الليجا.
الإيجابيات
أولاً: استخدام فالنسيا للمنطقة اليمنى الضعيفة في برشلونة بقيادة دانيل ألفيش وشن العديد من الهجمات منها على دفاع البرسا الذي تفاجأ بهذه النزعة الهجومية الكبيرة لجيرمي ماثيو وخوردي ألبا على الرواق الأيسر، ونجح فالنسيا بفضلهما في إحراز هدفين من تلك الجهة الرائعة التي تمثل مفتاحاً واضحاً للمدرب يوناي إيمري.
ثانياً: تقديم سيسك فابريجاس مباراة جيدة جداً مرة أخرى، ليؤكد على أنه صفقة ناجحة بأتم معنى الكلمة، ربما هي صفقة الموسم في إسبانيا هذا الموسم، فبخلاف تسجيله هدف التعديل في هذا اللقاء، فتمريراته وتحركاته في الوسط بمفردها توضح مدى تأثيره جوار تشافي هيرنانديز، كما أنه ضرب مثلاً يحتذى به في كيفية مساندة الهجوم ومتابعة الكرات العرضية.
ثالثاً: احتفاظ حارس مرمى فالنسيا "فيثنتي جوايتا" بأمل فريقه في النقطة التي ضمنت للخفافيش الاحتفاظ بصدارة جدول الترتيب العام.
جوايتا لم يكن منتظراً منه هذا التألق الكبير أمام الهجوم الضارب للبرسا، فأي حارس مميز يُعاني الأمرين ضد ميسي ورفاقه، وكان أخرهم إيدوين فاندر سار الذي عاش أتعس ليلة في تاريخه الكروي بنهائي أبطال أوروبا الموسم الماضي، حين غالطه "بيدرو" في الهدف الأول ثم ميسي في الهدف الثاني.
لكن جوايتا درس جيداً مهاجمي البرسا، وأوقفهم عند حدهم في العديد من الفرص المؤكدة للتسجيل، ويكفينا ذكر الثلاث فرص الأخيرة في المباراة، ففي الوقت الذي كانت النتيجة 2/2 شن البرسا فرص لقتل المباراة، الأولى لليونيل ميسي حين إنفرد تماماً بجوايتا الذي خرج في التوقيت السليم من مرماه ليغلق جميع الزاويا أمام النجم الأرجنتيني ويستغل اطنابه في الاحتفاظ بالكرة.
وأنقذ بعدها هدف لا يضيع من دافيد فيا حين استقبل الجواخي كرة أرضية سحرية من ميسي ضربت خط الدفاع بأكمله (4 مدافعين) لكن جوايتا خرج مرة أخرى من مرماه في توقيت سليم وفرد ذراعيه بطريقة احترافية ليغلق الزاوية الضيقة على أحد معذبي أوساسونا بداية الأسبوع الجاري ليتصدى للكرة ببراعة.
والفرصة الثالثة كانت أمام ميسي حين أغلق الزاوية اليسرى الضيقة عليه ليجبره على وضع الكرة في الزاوية البعيدة الأصعب لتضيع فرصة فوز البرسا في الدقيقة الأخيرة...بصراحة جوايتا حارس له مستقبل كبير!.
رابعًا: يقظة المدير الفني للبرسا "جوارديولا" منتصف المباراة حين سحب سيدو كيتا من وسط الملعب ليدفع بالجناح البرازيلي "أدريانو كوريا" على الجهة اليمنى ليُساعد داني ألفيش على غلق هذه الجهة أمام المتألق "جيرمي ماثيو" والظهير "خوردي ألبا".
ولم ينجح الثنائي في غلق تلك الجهة من الناحية الدفاعية فقط بل شنوا العديد من الهجمات على مرمى فالنسيا منها، واستغلوا التراجع البدني في الدقائق الـ15 الأخيرة للاعبي الوسط والدفاع بصورة واضحة.
السلبيات
اولاً: إهدار فالنسيا للفرص السهلة التي لاحت لهم أمام مرمى فيكتور فالديز طيلة أحداث الشوط الثاني بالذات، فقد كان بإمكانهم توسيع الفارق وتدمير أمال البرسا في العودة مرة أخرى أمام الجماهير المحلية المتحمسة، لكن بابلو هيرنانديز وزميله في الهجوم "سولدادو" تفننوا في تضيع الفرصة تلو الأخرى بغرابة شديدة، لدرجة أن كثرة الفرص الضائعة أوحت للحضور بأن البرسا سيتعادل لا محالة والمسألة مسألة وقت لا أكثر!!.
ثانياً: البطء الشديد الذي ظهر عليه المدافع الفرنسي "بلال أبيدال" في هذا اللقاء، وعدم دخوله في اللعبة إلا بعد مرور دقائق كثيرة جداً، بالظبط كما حدث أمام ميلان في دوري أبطال أوروبا.
أبيدال سجل هدفاً في مرماه بالخطأ، وبدا عليه عدم التفاهم أو الترابط مع الحارس فيكتور فالديز في أغلب فترات الشوط الأول، وواضح أنه فقد الثقة بعد هدفي ميلان الذين جاءا تقريباً بسبب ضعف منطقة عمق الدفاع.
يبدو أننا سنسمع قريباً عن صفقة جديدة للبرسا في منطقة قلب الدفاع، وربما تعود مُحادثات النادي مع قائد مانشستر يونايتد "نيمانيا فيديتش" الذي يملأ مكانه حالياً "فيل جونز" القادم من بلاكبيرن ويقدم أداءاً خيالياً رفقة الشياطين الحمر على جميع الأصعدة....أقول: ربما!! بما أن زوجة النجم الصربي سبق وعبرت عن اعجابها بشمس شبه الجزيرة الأيبيرية، المهم إذا حدثت فستكون خطوة رائعة للبرسا لتعديل مسار العمق الدفاعي الذي يُعاني الأمرين في الكرات العرضية.
ثالثاً: بانيجا يؤكد من جديد أنه لاعب شوط واحد، ففي الشوط الثاني لوحظ على أدائه الثقل والبطء، وأغلب تمريراته كانت مقصوصة، وهذه سلبية في لاعب يشارك بصفة مستمرة ومن المفترض أنه كامل الدسم أو يتمتع بلياقة بدنية وحضور ذهني كبير لقيادة وسط ميدان الفلانس بمستوى ثابت طيلة أحداث المباراة، وقد رأينا كيف تفوق عليه تشافي وسيسك في الشوط الثاني.
رابعًا: اعتقاد داني ألفيش أنه "عنتر زمانه" بتقدمه أكثر من اللازم طيلة الوقت رغم تألق ماثيو وخوردي ألبا، وفوق ذلك لم يطلب من ماسكيرانو المعاونة باستمرار لتغطيته، وظل يحاول الركض في الأمام والارتداد بسرعة لكنه بشر ..صعب عليه تأدية الدورين طيلة الوقت.
اللاعب البرازيلي ظن أنه يقابل أوساسونا أو الجهة اليسرى الضعيفة لفياريال، فصار يتقدم ويخلف من ورائه مساحات كبيرة للهجوم الأبيض والذي استغله على أكمل وجه ليسجل هدفين، ألفيش لم يفهم اللعبة، وغامر بتقدمه أكثر من اللازم، ولو كان البرسا خسر مؤكد لكان أحد الأسباب الرئيسية لهذه الخسارة كما هو الآن أحد الأسباب الرئيسية للتعادل!!.